الاسلاميات

الجزاء من جنس العمل (1)

احجز مساحتك الاعلانية

الشيخ /محمد محمد غنيم أبويحىى
///////////////////////////////////
أشار القرآن الكريم إلى “قاعدة الجزاء من جِنس العمل” في أكثر من مائة موضِع، نذكُر منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر:
//////////////////////////////////////////////////////////
أ- قوله تعالى: ﴿ جَزَاءً وِفَاقًا ﴾ [النبأ: 26].
ب- قوله تعالى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [الشورى: 40].
ج- قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 124- 126]، قال ابن القيم – رحمه الله – في تفسير هذه الآية: “هذا الجواب فيه تنبيه على أنه من عمى البصر، وأنه جُوزي من جنس عمله، فإنه لما أعرَض عن الذِّكر الذي بعَث الله به رسوله – صلى الله عليه وسلم – وعُمِيت عنه بصيرته، أعمى الله بصرَه يوم القيامة، وترَكه في العذاب كما ترَك الذكر في الدنيا، فجازاه على عَمى بصره في الآخرة وعلى ترْكه العذاب].
2- ومن السنة النبوية: حدَّثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، قالوا: حدَّثنا إسماعيل – وهو ابن جعفر – عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من صلى عليَّ واحدة، صلَّى الله عليه عشرًا))[] قال ابن القيم – رحمه الله مُعلِّقًا على الحديث: (وهذا موافِق للقاعدة المستقرَّة في الشريعة أن الجزاء من جِنس العمل، فصلاة الله على المصلِّي على رسوله جزاء لصلاته هو عليه، ومعلوم أن صلاة العبد على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليست هي رحمة من العبد لتكون صلاة الله عليه من جِنسها، وإنما هي ثناء على الرسول – صلى الله عليه وسلم – وإرادة من الله أن يُعلي ذِكره، ويَزيده تعظيمًا وتشريفًا، والجزاء من جِنس العمل، فمن أثنى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جزاه الله من جنس عمَله بأن يُثني عليه، ويَزيد تشريفه وتكريمه، فصحَّ ارتباط الجزاء بالعمل ومشاكَلته له ومناسبته له”[].

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى